“أوبن إيه آي” تبرم صفقة مع صانعة الرقائق “AMD” بمليارات الدولارات
دقائق القراءة – 7
أبرمت “أدفانسد مايكرو ديفايسز” (AMD) صفقة مع “أوبن إيه آي” (OpenAI) لإطلاق بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، في اتفاق وصفته صانعة الرقائق بأنه قد يدرّ إيرادات جديدة بعشرات مليارات الدولارات. وقد قفزت أسهم “أدفانسد مايكرو“.
وقالت الشركتان في بيان صدر الإثنين إن الجانبين وقعا اتفاقية نهائية تسمح لـ”أوبن إيه آي” باستخدام 6 غيغاواط من وحدات معالجة الرسوم التي تنتجها “أدفانسد مايكرو” على مدى عدة سنوات. ومنحت “أدفانسد مايكرو” لـ”أوبن إيه آي” حق شراء ما يصل إلى 160 مليون سهم، يُكتسب تدريجياً مع تحقيق مراحل محددة. ويتطلب تحقيق هذه الأهداف استمرار سعر سهم “أدفانسد مايكرو” في الارتفاع، وتتضمن مراحل ممارسة هذا الحق في المستقبل شريحة مرتبطة بوصول سعر السهم إلى مستوى 600 دولار، علماً بأن سهم “أدفانسد مايكرو” أغلق عند سعر 164.67 دولار الجمعة.
قفزت أسهم “أدفانسد مايكرو” بنحو 28% إلى 211.18 دولار خلال بداية التداول، ما سيمثل أكبر ارتفاع في يوم تداول واحد لأسهم الشركة منذ أكثر من تسع سنوات حال استمرار الارتفاع مع افتتاح السوق. فيما محت أسهم “إنفيديا” المكاسب السابقة وانخفضت 1.4%.
“أوبن إيه آي” تواصل صفقات البنية التحتية للذكاء الاصطناعي
يُعد الاتفاق أحدث صفقة ضخمة لمراكز البيانات تبرمها “أوبن إيه آي”، إذ تسعى شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة إلى تعزيز القدرة الحاسوبية، في رهان غير مسبوق من قطاع التكنولوجيا على أن الطلب المتسارع على أدوات الذكاء الاصطناعي كثيفة استهلاك الطاقة سيستمر دون توقف.
اقرأ أيضاً: أسهم شركات الرقائق تضيف 200 مليار دولار لقيمتها وسط حمى الذكاء الاصطناعي
أعلنت “إنفيديا” في سبتمبر اعتزامها استثمار ما يصل إلى 100 مليار دولار في “أوبن إيه آي” لإنشاء بنية تحتية للذكاء الاصطناعي، ومراكز بيانات جديدة لا تقل قدرتها عن 10 غيغاواط، ما يعادل ذروة الطلب على الكهرباء في مدينة نيويورك.
لم تتأكد تماماً آلية تمويل “أوبن إيه آي” للتكاليف الطائلة المرتبطة بالرقائق ومراكز البيانات اللازمة لتطوير وتشغيل المزيد من أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وأبدى المدير التنفيذي لـ”أوبن إيه آي” سام ألتمان، قبل شهرين، استعداده لإنفاق “تريليونات الدولارات” على البنية التحتية لضمان توفير الموارد الحاسوبية التي يرى أن الشركة تحتاجها لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي. ولتمويل ذلك، لفت ألتمان إلى أن شركته تعكف على تصميم “نوع جديد” من الأدوات المالية، وإن لم يخض في التفاصيل.
تتزايد مخاوف من تشكل فقاعة في مجال الذكاء الاصطناعي قد تضاهي الهوس بشركات الإنترنت أواخر التسعينيات، التي انتهت بانهيارٍ مدوٍّ وموجة من الإفلاسات، بعد انتشار صفقات بمليارات الدولارات لرقائق الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات على مستوى العالم. ويأتي التمويل من رأس المال الجريء، والاستدانة، وفي الآونة الأخيرة من بعض الاتفاقات التي تبتعد بشكل أكبر عن الشكل التقليدي، وفاجأت “وول ستريت”.
“AMD” تتوقع إيرادات ضخمة من معالجات الرسوم
فيما يخص “أدفانسد مايكرو”، فإن الصفقة تضمن استمرار تقنيتها في المنافسة، فيما توجه “أوبن إيه آي” وغيرها من مالكي مراكز البيانات الضخمة مليارات الدولارات إلى زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي. وتحل صانعة الرقائق في المركز الثاني بعد “إنفيديا” بفارق كبير في سوق ما تُعرف باسم “رقائق المسرّعات”.
اقرأ أيضاً: صفقة “إنفيديا” مع “OpenAI” تثير مخاوف من فقاعة ذكاء اصطناعي
يُتوقع أن تصل إيرادات “أدفانسد مايكرو” من وحدات معالجة الرسوم للذكاء الاصطناعي إلى 6.55 مليار دولار هذا العام، وتتوقع صانعة الرقائق أن الشراكة مع “أوبن إيه آي” ستحقق أرباحاً كبيرة بدءاً من العام المقبل، وأن تتزايد الربحية في 2027، كما أنها تمثل نقطة انطلاق مهمة لتبني تقنيتها بشكل أكبر، ما قد يصعد بإيرادات الشركة من القطاع لتتجاوز مستوى 100 مليار دولار، بحسب تنفيذيين، دون تحديد إطار زمني لذلك.
في بيان بشأن الصفقة الجديدة، قالت المديرة التنفيذية لصانعة الرقائق، ليزا سو، إن “(أدفانسد مايكرو) متحمسة للتعاون مع (أوبن إيه آي) لتوفير قدرات حوسبة الذكاء الاصطناعي على نطاق هائل”، فيما وصف ألتمان الشراكة بأنها خطوة كبرى في تطوير القدرة الحاسوبية اللازمة للاستفادة من كامل إمكانات الذكاء الاصطناعي، وأضاف أن ريادة “أدفانسد مايكرو” في الرقائق عالية الأداء ستساعد “أوبن إيه آي” في تقديم تقنيتها لمزيد من الناس بوتيرة أسرع.
تقنيات “إنفيديا” تستنزف تمويل البنية التحتية
من منظور الشركة الناشئة، فإن الالتزام تجاه “أدفانسد مايكرو” قد يساعد في دعم بديل أكثر قوة لتقنية “إنفيديا” المهيمنة، التي تستحوذ تقنيتها على جزء ضخم من الميزانيات المُخصصة من “أوبن إيه آي” ومشغلي مراكز البيانات للبنية التحتية، فتتجاوز إيرادات قسم مراكز البيانات وحده في “إنفيديا” إجمالي ما تحققه أي صانعة رقائق أخرى.
وتشير بيانات العام المالي الماضي إلى أن مبيعات القسم زادت أكثر من الضعف إلى 115 مليار دولار، وتتجه لتحقيق نمو مشابه خلال الفترة الحالية.
اقرأ أيضاً: “OpenAI” تطور 5 مراكز بيانات جديدة في أميركا بتكلفة 400 مليار دولار
حققت “أدفانسد مايكرو” مكاسب في معالجات الحاسوب على حساب “إنتل“، وحظيت جهودها الأصغر، رغم نجاحها، في مجال الرقائق المخصصة للذكاء الاصطناعي بإشادة المستثمرين، ورفعت القيمة السوقية للشركة إلى أعلى مستوى على الإطلاق، ما أعطى إدارتها مجالاً لاستخدام قوتها المالية الجديدة في تعزيز فرص النمو.
توقعت المديرة المالية لـصانعة الرقائق، جين هو أن الشراكة ستحقق لـ(أدفانسد مايكرو) إيرادات بعشرات مليارات الدولارات، وستسرّع وتيرة تطوير بنية أوبن إيه آي التحتية للذكاء الاصطناعي. موضحة أن هذا الاتفاق يشكل توافقاً استراتيجياً في غاية الأهمية”، وأضافت أنه سيرفع ربحية سهم الشركة.
“AMD” تسعى إلى دور أكبر في الذكاء الاصطناعي
ولفتت الشركتان إلى أن الشريحة الأولى من حقوق شراء الأسهم ستُكتسب عند استخدام أول غيغاواط من القدرة الحاسوبية، وهي مرحلة سيبدأ إنشاؤها في النصف الثاني من العام المقبل، وستعتمد هذه الحواسيب على رقائق “أدفانسد مايكرو” من طراز “إنستينكت إم آي 450” (Instinct MI450)، على أن تكتسب الشرائح الأخرى مع دخول المزيد من المعدات في الخدمة.
اقرأ أيضاً: رهان الذكاء الاصطناعي في أوروبا يتركز على مراكز البيانات والكهرباء
وأضاف البيان أن “اكتساب المزيد من الشرائح يرتبط بتحقيق (أدفانسد مايكرو) مستهدفات محددة لسعر السهم، وبوصول (أوبن إيه آي) إلى المراحل الفنية والتجارية اللازمة لتمكين استخدام تقنيات (أدفانسد مايكرو) على نطاق واسع”.
تُعد “إنفيديا”، أكبر شركة عامة في العالم، رائدة سوق معالجات الرسوم، وهو نوع من الرقائق بات أساساً للمعالجات المستخدمة في تدريب برامج الذكاء الاصطناعي وتشغيلها. وقد رسخت الشركة اعتماد القطاع على تقنيتها عبر برامج إضافية، وقدرات حاسوبية، وتكنولوجيا ربط شبكات تقول إنها تتيح تشغيل أجزاء كبيرة من البنية التحتية لمراكز البيانات بسهولة وسرعة.
تعزز “أدفانسد مايكرو” قدراتها بسرعة، إذ تستهدف مضاهاة اتساع نطاق منتجات “إنفيديا”، وأن يساعدها ذلك في الاضطلاع بدور أكبر.
مصدر:“أوبن إيه آي” تبرم صفقة مع صانعة الرقائق “AMD” بمليارات الدولارات | اقتصاد الشرق مع بلومبرغ