اكتشاف مصدر جديد للتلوث الكيميائي من بطاريات السيارات الكهربائية

15 يوليو 2024

كشف العلماء عن مصدر جديد للتلوث الكيميائي الذي يمثل تهديدًا بيئيًّا وصحيًّا خطيرًا، وهو بطاريات الليثيوم أيون القابلة لإعادة الشحن التي تستخدم على نطاق واسع في المركبات الكهربائية

وفي دراسة حديثة نشرت في مجلة “Nature Communications”، فحص الباحثون وجود مواد كيميائية خطيرة تعرف بـ “PFAS” (مواد البيرفلورو ألكيل والبولي فلورو ألكيل) في البيئة المحيطة بمنشآت تصنيع البطاريات في الولايات المتحدة وبلجيكا وفرنسا.

وتستخدم هذه المواد الكيميائية في تقنيات بطاريات الليثيوم أيون لتعزيز قدرتها على التوصيل الكهربائي وتقليل القابلية للاشتعال.

مخاطر مادة “PFAS”

وتعرف “PFAS” بالمواد الكيميائية الدائمة لأنها لا تتحلل في البيئة أو في جسم الإنسان والحيوان لآلاف السنين، مما يسبب تراكمها في السلاسل الغذائية.

وقد ارتبطت هذه المواد بعدد من المشكلات الصحية مثل تلف الكبد، ارتفاع الكوليسترول، انخفاض وزن الولادة، وأمراض الكلى المزمنة.

اقرأ أيضًا: صيانة السيارات الكهربائية تتطلب أموالاً طائلة.. حقيقة أم أسطورة؟

تلوث البيئة والتهديدات الصحية

ووفقًا للدراسة، فقد اكتشف العلماء مستويات عالية من “PFAS” في الهواء، والماء، والثلج، والتربة، وعينات الرواسب بالقرب من مصانع بطاريات الليثيوم أيون.

وأوضحت جينيفر جيلفو، الأستاذة المساعدة في الهندسة البيئية بجامعة تكساس للتكنولوجيا والمشاركة في تأليف الدراسة، أن الابتكارات مثل السيارات الكهربائية تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكن لا ينبغي أن تتسبب في زيادة تلوث “PFAS”.

وأضافت جيلفو: “إننا بحاجة إلى تطوير تكنولوجيا البطاريات وحلول إعادة التدوير التي لا تؤدي إلى تفاقم تلوث “PFAS”… علينا أن نبدأ في تقييم هذه المواد الكيميائية الآن قبل أن تتحول إلى مشكلة بيئية أكبر”.

التأثيرات العالمية

وأشارت الدراسة إلى أن هذه القضية تمثل مصدر قلق عالمي نظرًا للاستخدام الواسع لبطاريات الليثيوم أيون حول العالم، وقد تم مؤخرًا اكتشاف الفئة نفسها من “PFAS” بمستويات منخفضة في المياه الأوروبية والصينية، لكن مصدر التلوث لم يكن واضحًا حتى الآن.

والفئة المحددة من “PFAS” التي اكتشفها فريق جيلفو تعرف بـ “bis-perfluoroalkyl sulfonimides” أو “bis-FASIs”، وقد وجد العلماء تركيزات متنوعة منها في أكثر من اثنتي عشرة بطارية ليثيوم أيون.

وأكد لي فيرجسون، الأستاذ المساعد في الهندسة البيئية بجامعة ديوك والمشارك في الدراسة، أن تحديد مدى انتشار هذه المواد الكيميائية في بطاريات الليثيوم أيون لا يزال بحاجة إلى المزيد من الأبحاث.

اقرأ أيضًا: أفضل السيارات الكهربائية المدمجة في 2024

الاستراتيجيات المستقبلية

وأشات بيانات الانبعاثات الجوية إلى إمكانية انتقال “PFAS” إلى مناطق بعيدة عن مواقع التصنيع، وقد تتسرب إلى البيئة من مكبات النفايات، حيث تنتهي غالبية بطاريات الليثيوم أيون.

ووفقًا للتقديرات فإن حوالي 5% فقط من هذه البطاريات يتم إعادة تدويرها، ومن المتوقع أن يصل حجم نفايات بطاريات الليثيوم أيون إلى حوالي 8 ملايين طن بحلول عام 2040.

وأكدت الدراسة على أهمية تطوير استراتيجيات فعالة لإدارة وإعادة تدوير بطاريات الليثيوم أيون بما يحقق الاستدامة البيئية ويقلل من تأثير “PFAS” على الصحة العامة والبيئة.