بعد آيفون.. ما هو الاختراع الذكي الذي يطبخ في مختبرات آبل؟
5 أبريل 2024
تواصل شركة آبل مساعيها للبحث عن مصادر جديدة، لتحقيق الإيرادات والأرباح، وهي تعمل حالياً على دراسة التوجه نحو الروبوتات الشخصية الذكية، وهو مجال من شأنه أن يصبح أحد “الأشياء الكبيرة التالية” بالنسبة لصانعة الآيفون.
ونقلت بلومبرغ عن أشخاص مطلعين على الموضوع طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، لكون المشروع لا يزال في مراحله الأولى، أن المهندسين في شركة آبل، يستكشفون روبوتاً متنقلاً يتبع المستخدمين في جميع أنحاء المنزل، كما تعمل الشركة في الوقت عينه، على تطوير جهاز روبوت منزلي يمكن وضعه على الطاولة ومزود بشاشة يمكنها التحرك بذكاء.
ورغم أن الجهود التي تقوم بها آبل لا تزال في مراحلها الأولى، ومن غير الواضح بعد ما إذا كانت المنتجات التي تم الحديث عنها سيتم إطلاقها في النهاية، إلا أن صانعة الآيفون، تتعرض لضغوط متزايدة، للعثور على مصادر جديدة للإيرادات، خصوصاً بعد إعلانها في فبراير الماضي عن “وفاة” مشروعها الخاص بإنتاج السيارات الكهربائية الذكية، في حين تحتاج نظارات الواقع المختلط Vision Pro التي تصنعها لسنوات حتى تصبح مصدراً رئيسياً للأموال بالنسبة للشركة.
موطئ قدم أكبر في منازل المستهلكين
ومع الروبوتات الذكية، يمكن لآبل أن تكتسب موطئ قدم أكبر في منازل المستهلكين، وتستفيد من التقدم الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن الشركة بحاجة لتبني نهج واضح بهذا الشأن، خصوصاً أن مشروع الروبوت المزود بشاشة متحركة، تمت إضافته وإزالته من خريطة منتجات آبل عدة مرات خلال السنوات السابقة، وفقاً لما ذكرته المصادر لبلومبرغ.
ويتم تنفيذ أعمال الروبوتات في آبل، ضمن قسم هندسة الأجهزة ومجموعة الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، الذي يديره جون جياناندريا، في حين يشرف كل من مات كوستيلو وبريان لينش وهما مديران تنفيذيان في آبل، على تطوير هذه الأجهزة الجديدة، ومع ذلك، لم تتبن آبل أيا من المشروعين الجديدين بشكل رسمي، إذ لا يزال العمل بشأنهما في مرحلة البحث المبكرة، وقد رفضت متحدثة باسم الشركة التعليق على المعلومات المتداولة بهذا الشأن.
ردة فعل باردة
وأتت ردة فعل المستثمرين باردة على المعلومات التي كشفت عن نية آبل، التوجه بأعمالها نحو الروبوتات الذكية المنزلية، حيث ارتفع سهم الشركة بأقل من 1 بالمئة إلى 169.65 دولاراً عند إغلاق يوم الأربعاء في نيويورك، أي اليوم الذي تم خلاله الكشف عما تفعله الشركة، في حين قفزت أسهم شركة iRobot Corp لفترة وجيزة، بنسبة تصل إلى 17 بالمئة لكن الارتفاع تلاشى، لتنحصر نسبة الارتفاع التي سجلها سهم iRobot في نهاية تداولات يوم الأربعاء الماضي بأقل من 2 بالمئة.
و iRobot Corp هي صانعة جهاز Roomba الذكي، ولها خبرة طويلة في مجال صناعة الروبوتات وقد ارتفع سهمها، لاعتقاد المستثمرين أنها قد تستفيد من اهتمام شركة آبل بصناعة الروبوتات.
فكرة قديمة تسببت في خلاف داخل آبل
وقبل إلغاء مشروع السيارات الكهربائية، أخبرت شركة آبل كبار مسؤوليها التنفيذيين أن مستقبل الشركة، يتمحور حول ثلاثة مجالات هي السيارات، والمنازل، والواقع المختلط، ومع إطلاق الشركة لنظارة Vision Pro للواقع المختلط، ومن ثم إلغاء مشروع السيارة، يبقى تركيز آبل حالياً على كيفية التنافس بشكل أفضل في سوق المنازل الذكية.
وبحسب بلومبرغ فإن مشروع الروبوتات المزودة بشاشة والتي يمكن وضعها على الطاولة واستخدامها، أثارت اهتمام كبار المسؤولين التنفيذيين في آبل قبل بضع سنوات، بما في ذلك رئيس هندسة الأجهزة جون تيرنوس وأعضاء فريق التصميم الصناعي.
وكانت الفكرة تتركز حينها حول ابتكار روبوت، يجعل الشاشة تتحرك بحسب تحركات رأس المستخدم، وذلك عند استخدام الروبوت مثلاً لإجراء مكالمة فيديو عبر تطبيق FaceTime، ولكن آبل كانت قلقة بشأن ما إذا كان المستهلكون على استعداد، لدفع مبالغ كبيرة مقابل الحصول على هذا الجهاز.
كما عانى المشروع حينها من تحديات تقنية تتعلق بقدرة الروبوتات الصغيرة، على تحمّل وزن المحركات الآلية، التي ستتحكم بكيفية تحرك الشاشة، في حين أن العقبة الأساسية كانت الخلاف الذي وقع بين المديرين التنفيذيين لشركة آبل، حول ما إذا كان ينبغي المضي قدماً، في إطلاق هذا المنتج أو إلغائه، وذلك وفقاً لما ذكرته المصادر لبلومبرغ.
منشأة سرية لاختبارات آبل
وتمتلك شركة آبل بالقرب من المقر الرئيسي للشركة، أي “آبل بارك” في كوبرتينو، كاليفورنيا، منشأة سرية تشبه المنازل من الداخل، ما يتيح لها اختبار الأجهزة والمبادرات المستقبلية المخصصة للمنازل، إذ كانت الشركة تستكشف أفكاراً أخرى لهذه السوق، بما في ذلك جهاز مركزي مزود بشاشة تشبه شاشة جهاز الآيباد.
هاجس “الشيء الكبير التالي”
وكان سعي آبل لتحقيق “الشيء الكبير التالي” هاجساً منذ عصر ستيف جوبز، ولكن بات من الصعب على الشركة تصور منتج جديد، يمكن أن يضاهي هاتف آيفون، الذي يمثل 52 بالمئة من مبيعات آبل البالغة قيمتها 383.3 مليار دولار في العام الماضي.
وحدها السيارات الكهربائية الذكية، كانت لديها القدرة على إضافة مئات المليارات من الدولارات، إلى إيرادات شركة آبل، ويرجع ذلك جزئياً إلى التوقعات التي أشارت إلى أن سعر السيارة، سيصل إلى 100 ألف دولار أميركي.
وتتمتع منتجات قليلة أخرى بهذا النوع من إمكانات النمو لناحية الإيرادات، فلدى آبل عددٌ من المشاريع قيد التنفيذ، بما في ذلك نظارة Vision Pro المحدثة، وأجهزة Mac ذات الشاشات التي تعمل باللمس، وسماعات AirPods المزودة بكاميرات مدمجة، إضافة إلى تقنيات صحية جديدة، مثل جهاز مراقبة نسبة السكر في الدم.
كما يشكل الذكاء الاصطناعي محوراً رئيسياً في أعمال آبل المستقبلية، ويمكن لهذا المحور أن يتداخل مع أعمال آبل الروبوتية التي تم الكشف عنها الآن، فاستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي سيجعل روبوتات آبل أكثر ذكاءً وقدرة على الفهم والتحرك في المساحات المزدحمة داخل منازل الأشخاص.
آبل لن تكون الأولى
لن تكون آبل أول شركة تكنولوجية عملاقة تطور روبوتاً منزلياً، فشركة أمازون قدمت في 2021 نموذجاً مماثلاً يدعى Astro ويبلغ سعره 1600 دولار، ولكن أمازون كانت بطيئة في توفير الروبوت بكميات كبيرة، في حين يظل الروبوت المنزلي الأكثر شعبية هو مكنسة Roomba من iRobot التي ظهرت لأول مرة منذ أكثر من عقدين من الزمن. كما قدمت شركات أخرى فكرة الروبوتات التي تحاكي حجم وحركات البشر، دون تحقيق النتيجة المرجوة في الانتشار.
تحديات اعترضت طموحات سابقة لآبل
ورغم أن مسعى آبل لدخول عالم السيارات انتهى بالفشل، فإن الجانب المشرق في هذا المسعى، هو أنه ساهم في تحضير الشركة للبنية التحتية اللازمة للدخول في مبادرات ومشاريع أخرى، منها الروبوتات المنزلية، فالشركة الأميركية بإمكانها الآن إعادة توظيف الكثير من العناصر التي خصصتها لقسم السيارات، لتطوير العمل في قسم الأجهزة المنزلية والروبوتات، مع العلم أن المفهوم الأصلي للروبوت، الذي كانت تطمح آبل لتحقيقه، كان يستهدف إنشاء جهاز يمكنه التنقل بالكامل، من تلقاء نفسه دون تدخل بشري (مثل السيارة)، وقادر أيضاً على التعامل مع الأعمال المنزلية، مثل تنظيف الأطباق، ولكن تحقيق ذلك سيتطلب التغلب على تحديات هندسية صعبة للغاية، وهو أمر غير مرجح في هذا العقد.
دليل يكشف نوايا آبل
وذكرت بلومبرغ أن آبل ومن خلال موقعها الإلكتروني، أعلنت عن حاجتها لتوظيف أشخاص لديهم خبرة في عالم الروبوتات، مما يشير إلى أنها تحاول توسيع الفرق العاملة في مشروعها الجديد.
ووفقاً لوصف إحدى الوظائف، فإن آبل تبحث عن مهندسين مبتكرين ومجتهدين في مجال تعلم الآلة والروبوتات، للمساعدة في البحث وتحديد وتطوير الأنظمة والتجارب الروبوتية الذكية المعقدة في العالم الحقيقي.
مصدر:بعد آيفون.. ما هو الاختراع الذكي الذي يطبخ في مختبرات آبل؟ | سكاي نيوز عربية (skynewsarabia.com)